حوار المطرب المغربي عبدو الوزاني مجلة الفن اليوم

حدثنا عن أغنيتك الجديدة “الله عليك أبنت بلادي”؟

– أغنية الله عليك أبنت بلادي هي أغنية مغربية تنتمي إلى صنف الأغنية الشبابية، وهي رد الإعتبار لقداسة وجمال المرأة المغربية لما تقدمه من تضحيات في حياتها اليومية، وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأغنية هي عبارة عن فيديو كليب الذي نضع عليه الآن اللمسات الأخيرة لكي يكون جاهزاً للطرح في منتصف فبراير المقبل.

كيف تختار كلمات وألحان أغانيك؟

 – أختار الكلمات واﻷلحان انطلاقا من الرصيد المعرفي والفني، وكذلك من الموروث التراثي الموجود في المنطقة التي ولدت وترعرعت بها، وأيضا إحتكاكي ببعض الرواد كان له وقع إيجابي في إغناء رصيدي المعرفي والفني، وأذكر على سبيل المثال رائد الأغنية الشعبية الجبلية الأستاذ المرحوم محمد العروسي الذي كان مصدر إلهامي والذي علمني ومنحني كل أسرار النجاح في مجال الأغنية التراثية حتى أتمكن من أن أشق مساري الفني بكل ثقة و ثبات

وبالنسبة للكلمات واﻷلحان فاختياري لها يكون انطلاقاً من القصص والأحداث الإجتماعية التي أشاهدها في الواقع باعتبارها نوافذ أنهل منها ومن نبعها ما يكفي من المعاني والصور والكلمات والتي تجد صدا طيباً عند الجمهور المغربي.

ما هي الألوان الغنائية التي تحب ؟

   – أنا منفتح على جميع الألوان والأنماط الغنائية سواء المغربية أو المغاربية والكلاسيكية وأيضا الشبابية والثقافية والثراثية في المرتبة الأولى.

هل لديك مانع في أن تتعامل مع شعراء وملحنين من مصر أو دول أخرى؟

   – لا ليس هناك أي مانع في التعامل والإنفتاح على فنانين وشعراء من مختلف بقاع العالم العربي، شريطة أن يكون في الشعر أو اللحن نوعا من الرقي، وهذا كافي للإشتغال على عمل مشترك.

هل تفكر في تقديم لهجات عربية أخرى.. وما هي اللهجة الأقرب إليك؟

– اللهجة الأقرب لدي هي الدارجة المغربية وبالأخص اللكنة الشمالية، لكني جد منفتح على مستوى الكلمات والمعاني، شريطة أن يكون العمل الذي سأشتغل عليه بلهجة أخرى خاضعا لمعايير الجمال والصور الشعرية وكذلك الموضوع الذي يجب أن تكون له القدرة على جدب عدد أكبر من المتتبعين.

كيف ترى المنافسة المغربية والعربية؟

 – إذا كان المغزى من السؤال هو المنافسة بين المغرب والعالم العربي، فأنا شخصيا لا أرى بأن هناك منافسة بقدر ما يمكن أن أسميها تكامل ووحدة على المستوى الفني، لأن ما لم تحققه السياسة حققته الثقافة والفن، فنحن في العالم العربي أسرة وشجرة واحدة لها فروع مختلفة ولا يمكن أن تكون منافسة بين الفروع واﻷغصان لأن هناك تكامل، بحيث هنا تنمو وتخفت وهنا تزهر وهنا تجف، ولكن يبقى دائما الجدر أو الجذع مشترك، وهذه هي حالتنا وواقعنا حاليا وأتمنى أن تكون كل الأغصان وكل فروع الشجرة المغربية والعربية كلها مزدهرة وأن لا يصيبها اﻹصفرار وسقوط أوراقها.

في أغانيك المقبلة هل ستعتمد على أغاني الريف والراي التي تحقق نجاحاً كبيراً أم ستتنوع بين الأنماط الغنائية الأخرى ؟

  – فيما سبق كنت أعتمد على أغاني البادية والريف وأغاني الراي الذي هو فن مشترك بين المغرب والجزائر، وحققت فيها نجاحاً كبيراً مع العلم أنه كانت منافسة شرسة بين الفنانين الذين يغنون فن الراي، وكنت قد ساهمت في نشر أغنية الراي حتى في بعض البلدان التي لا تعرف الراي مثل تونس، وقدمت سهرات كثيرة جمعت فيها كل الأغاني الفنية الناجحة في الثمانينيات والتسعينيات، وقدمت أيضا الأغنية التونسية للجمهور المغربي في فترة ما ونجحت في إيصالها للجمهور، وأخيرا قررت أن أستقر على لون العيطة الجبلية، اللون الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاً بالتربية التي تلقيتها وعشت فيها، وهذا اللون أعطاني مكانة خاصة عند الجمهور بعد أن تتلمذت على يد العديد من رواد هذا اللون الغنائي.

هل لديك فكرة المزح بين اللهجات الأجنبية في أغانيك؟

  – بطبيعة الحال، لدي فكرة مزج الأغنية التراثية ببعض لغات العالم.

هل لديك رغبة في تقديم دويتو مع مطرب أو مطربة عالمية؟

 – نعم أطمح لتقديم دويتو مع الفنان العالمي الشاب خالد.

هل تحب الأغاني الكلاسيكية؟ ومن المطرب الذي تحبذ؟

  – نعم أنا أحب الأغاني الكلاسيكية باعتبارها ذلك البساط الذي نتحرك فيه، فبدون الأغاني الكلاسيكية العربية لم يكن لنا أن ننطلق، وبالنسبة للمطربين المفضلين لدي هم كوكب الشرق، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، سميرة سعيد، عبد الوهاب الدكالي الخ.

ما تعليقك على الأغنية المغربية وأسباب نجاحها في دول كثيرة خاصة في الفترة الأخيرة؟

 -الأغنية المغربية لم تنجح من فراغ، وسبب نجاحها هو الأغنية الرصينة التي سبقتها والتي عرفت مساهمة العديد من المطربين العرب والمغاربة أمثال عبد الوهاب الدكالي، وعبد الهادي بلخياط، وسميرة سعيد، وعزيزة جلال، والفنانة نعيمة سميح، ثم الظاهرة الغيوانية ولمشاهب وجيل جيلالة، فهؤلاء كانوا مراجع اعتمد عليها الشباب حاليا لإنجاح الأغنية المغربية، بالإضافة إلى مجموعة من الألوان التراثية التي نهل منها الشباب وقدموا أغنية ذات نفحة أوروبية لاتينية.

كل هاته العوامل أعطت الأغنية المغربية فرصة حين ظهر فراغ بسبب المآسي والأزمات السياسية التي حصلت في الربيع فيما يسمى بالربيع العربي، حينها وجدت الأغنية المغربية مكاناً لها في الإعلام العربي نظراً للفراغ الذي تركته الأغنية العربية، فكان للأغنية المغربية أن تنطلق ولو أنها حاليا في تعثر، ولكن هذا التعثر ستلحقه انطلاقة جديدة من طرف شباب الذين يتوفرون على إمكانيات مهمة على مستوى التوزيع، ويجب على الفنان المغربي الشاب أن يقبل على الأغنية والتراث المغربي الغني والموجود في الجدور المغربية مثل الموسيقى الأمازيغية والحسانية والعيطة، وأحيدوس والطرب الأندلسي والراي والركادة والكناوي، لكي يحقق نجاحاً ليس فقط على المستوى العربي فحسب بل على المستوى العالمي.