كيف استفاد محمد سعد من «كنز» شريف عرفة بعد اعتذار السقا؟

كان خبر استعانة المخرج شريف عرفة بالفنان محمد سعد، ليقدم الدور الذي اعتذر عنه النجم أحمد السقا، مثيرًا للجدل ولدهشة الكثيرين من العاملين في مجال السينما، وللجمهور أيضًا، وطُرحت العديد من علامات الاستفهام حول مدى قدرة «سعد» على الخروج من عباءة الكراكترات التي قدمها على مدار نحو 15 سنة، وحجم المراهنة والمغامرة الكبيرة التي يخوضها «عرفة» عبر استبداله لـ«السقا» بمحمد سعد، وكيف يمكن للأخير أن يقدم دورا بعيدا عن الكوميديا الصريحة بين تلك التي تعتمد على الإفيهات وكذلك كوميديا الموقف؟ بل وذهب آخرون ليرددوا بأن «سعد» سيستفيد من شعبية محمد رمضان، أحد أبطال العمل السينمائي، لتساعد في نجاح الفيلم، ضمن مجموعة العناصر.

رجل النظام العاشق

وكانت المفاجأة في تفوق محمد سعد على نفسه بتجسيد شخصية «بشر الكتاتني» في فيلم «الكنز»، ناقلًا أحاسيسها المتنوعة بين الشدة والحسم والعاشق، فهو رجل النظام، الذي لن يتخلى عن الكرسي الذي يستقر فيه كرئيس للبوليس السياسي، حتى إذا كان سبب ذلك شقيقه، هيثم أحمد زكي، مدمن المخدرات، والذي ألقي القبض عليه عدة مرات، تم إطلاق سراحه فيها، لكن المرة الأخيرة، كانت مختلفة، إذ تزامنت مع فترة ترقيات، وخشية من أن تسبب عودته إلى منزله انتقاد أعداء النجاح له، حسبما يقول، يدفع به إلى السجن.

ووسط انشغال «بشر» بمهام وظيفته، وتحقيقه لطموحاته في هذا المجال، ينصحه مدير مكتبه «عبد العزيز النشار»، أحمد رزق، بأن يرفه عن نفسه ليتعرف على أمينة خليل، المغنية في أحد الملاهي الليلية، والتي تخطف قلبه، وهنا يطرأ التغيير على رئيس البوليس السياسي، صاحب الشخصية القوية، ليتحول إلى عاشق يطمح في تطوير علاقته بحبيبته إلى زواج.

من فشل «تحت الترابيزة» لـ«الكنز»

لم يكن يتوقع كثيرون أن محمد سعد سيتمكن من تجسيد هذه الشخصية الجادة التي وقعت في الغرام، بدون أي حركة أو إيماءة كوميدية تعيده إلى إحدى الشخصيات التي قدمها في أعماله التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في شباك التذاكر، خاصة أن التجربة الوحيدة التي خاضها «سعد» بعيدًا عن هذه الكراكترات عبر مسلسل «شمس الأنصاري» لم تجد أي قبول من قبل المشاهدين، وهو ما دفعه للعودة إلى خط  الشخصيات المعتادة مرة أخرى، واستمر على هذا النحو قبل فشله بفيلم «تحت الترابيزة»، والذي تم رفعه من دور العرض بعد أيام قليلة من طرحه في موسم عيد الأضحى السينمائي من العام الماضي، بعد وجوده في ذيل قائمة الإيرادات.

كانت هذه أزمة كبيرة عاشها محمد سعد، سبقها اعتذار مجموعة من الفنانات عن مشاركته بطولة «تحت الترابيزة»، منهن إلهام شاهين، التي طلبت أن يتم وضع اسمها قبله على تترات العمل، بعد أن كان «ورقة رابحة» لدى المنتجين، لكن مع ذلك ظل قطاع من الجمهور يؤمن بأنه ممثل يمتلك الكثير من القدرات التى لم تُستغل بعد، ومع عرض «الكنز» وصفوا «سعد» بالفنان الذكي الذي يسعى للخروج من فشل «تحت الترابيزة» عبر «كنز» شريف عرفة.

تخلص من عقدة «اللمبي»

ولعلّ قدرة محمد سعد على الخروج من أزمة استمراره في تقديم كراكترات، عبر تعاونه مع المخرج الكبير شريف عرفة يأتي لكون الأخير هو من اكتشف «سعد» وأطلق سهام نجوميته عبر مشاركة صغيرة له في فيلم «الناظر» والذي جسد فيه شخصية «اللمبي» التي ارتبط الجمهور بطريقة حديثها، والإفيهات التي رددتها، ودفع هذا النجاح «سعد» ليستمر في تجسيدها، وما إن خرج عنها أو عن الكراكترات ليواجه الإخفاق، لكن «عرفة» استطاع حلّ هذه العقدة، وطرح «سعد» كممثل لديه أدوات أخرى بخلاف قدرته على إضحاك المشاهدين.

السقا وسيناريو «الكنز»

وكانت قد ترددت أنباء أن السبب في اعتذار النجم أحمد السقا عن عدم المشاركة في بطولة فيلم «الكنز» هو رغبته في قراءة سيناريو العمل بالكامل، بعدما اكتشف أن الورق الذي وصله يخص العصر الذي يتواجد فيه فقط، وهو ما رفضه شريف عرفة ليصمم «السقا» على طلبه، ويستمر المخرج في موقفه ليضطر «السقا» للاعتذار عن العمل، حتى يقرر «عرفة» الاستعانة بـ«سعد» ويكسب الرهان.

[youtube https://www.youtube.com/watch?v=krPCwmdlqwY]

يذكر أن فيلم «الكنز» من تأليف عبد الرحيم كمال، ويشارك في بطولته هند صبري، وروبي، وعبد العزيز مخيون، وهاني عادل، وعباس أبو الحسن، ورمزي لينر، ومجموعة كبيرة من الفنانين.