المؤرخ السينمائي إمام عمر: مشكلة السينما المصرية سوء التوزيع و”قرصنة الأفلام”

حل المؤرخ السينمائي “إمام عمر” أحد أعمدة الإذاعة المصرية، ضيفًا في برنامج “لدي أقوال أخرى” مع الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، على “الفن اليوم” للحديث عن مشواره الإذاعي واتجاهه للسينما.

وقال إمام عمر، إنه عشق ميكروفون الإذاعة وذلك الأمر كان سببا كافيًا لعدم استمراره في الظهور على شاشات التليفزيون لفترة كبيرة.

وتابع: “العلاقة مع الميكروفون بدأت منذ الدراسة خاصة أنني كنت استمع للراديو خلال المذاكرة في المراحل الجامعية والثانوية، كما أن أثنان من أقربائي كانا يعملان في الإذاعة المصرية أحدهم حسن إمام أحد أهم المؤرخين للسينما، وهما سبب من أسباب عشقي للإذاعة”.

وأشار إمام إلى أن الإعلامي الكبير وجدي الحكيم يعد أستاذه في الإذاعة، كما ارتبط كثيرا بالإعلاميين مصطفى لبيب وإيهاب الأزهري.

 

الاتجاه للتليفزيون

وأكد إمام عمر، أنه اتجه من ميكروفون الإذاعة إلى شاشات التليفزيون، عن طريق العمل مع قناتي “روتانا” و”المحور”، حيث طلبت منه الإعلامية هالة سرحان التعامل مع في برنامجها على “روتانا”.

وأكمل: “سعيد بالتجربة الإعلامية لكن مردتش أكمل لأنني لاحظت أن معظم من يعمل بالتليفزيون مش غاوي شغلانة هو عايز (نحتاية) وخلاص”، كما أنني عرض عليّ التمثيل في أعمال فنية منها فيلم “هنا القاهرة” مع الفنان محمد صبحي ووافقت في بداية الأمر وعند بدء التصوير هربت من المشهد.

وتحدث الإعلامي إمام عمر عن مشكلة السينما المصرية، قائلا: “السينما تواجه مشكلتين هما التوزيع غير الجيد ثم سرقة الأفلام والقرصنة”.

وأكد أن منتجي الأفلام يدفعون الملايين من أجل إنتاج فيلم جيد وعقب طرحه في دور العرض يفاجئ بسرقته وإذاعته على الإنترنت ومحطات التليفزيون المختلفة”، موضحًا: “المنتج دلوقتي بينتج الفيلم ويحط فيه دم قلبه ووأول لما ينزل بيتسرق على الأنترنت والمحطات”.

وتابع إمام: “قراصنة السينما ربحوا الملايين من سرقة الأفلام، خاصة محطات (بير السلم) الموجودة الآن في الفضائيات”.

وتطرق إلى أزمة التوزيع، قائلا: “معظم أسواق السينمات العربية توقفت أمامنا وأصبحت لا تشتري الأفلام لعرضها في الدول العربية، لأنهم يشاهدونها على الإنترنت والفضائيات”.

وأوضح: “الفيلم لما كان بيعرض في مصر كانت الدول العربية تتهافت عليه الدول العربية لكن الآن لا يحدث ذلك، كما أن السوق الشمال إفريقي لا يأخذ أفلام مصرية نظرًا للغة”.

وقال إنه عرض عليه بعد ذلك الانتقال إلى إذاعة الشرق الأوسط، حيث وافق على الانتقال وحل بديلا للإعلامية الكبيرة سناء منصور التي اتجهت لإذاعة مونت كارلو، وانتقلت لقسم المنوعات، ثم اتفقت مع الإعلامية مديحة نجيب بإضافة فقرة في برنامج “ألوان” تتحدث عن الفن والسينما والمسرح فكنت أذهب يوميًا لمشاهدة مسرحيات مختلفة وأفلام سينمائية للتعليق عليها بالإضافة للتحدث مع النقاد الفنيين.

واستطرد: “اتجهت بعد ذلك لتقديم برنامجي الخاص (سهرة سينما) حيث استعنت بالناقد المسرحي حسن عبدالرسول لمساعدتي في البرنامج الذي انطلق في يونيو 1976، واستمريت في تقديمه حتى عام 2014، ثم اتخذت قرارًا بتوقفه”.

دخول الإذاعة

وقال إمام عمر، إنه قرر عقب التخرج من الجامعة كتابة الإذاعة المصرية في أول رغبة من الرغبات التي قدمها إلى مكتب القوى العاملة، مضيفًا: “وقع الاختيار عليّ بالفعل وذهبت وخضعت لاختبارات أمام الميكروفون واجتزتها وتم تصنيفي في قسم المنوعات لأن صوتى لا يصلح لنشرات الأخبار”.

وأشار إلى أنه قابل صفية المهندس رئيس الإذاعة في ذلك الوقت، وأخبرته بالانضمام إلى قسم المنوعات في “ركن الموسيقى”، ثم بدأت في فقرات ربط الأغاني على الهواء.

وأوضح إمام أن أول حوار فني أجراه في الإذاعة كان مع الفنان الكبير فريد الأطرش ولاقى نجاحًا كبيرًا، قائلا: “أول حوار فني كان مع الفنان الكبير فريد الأطرش لولا كان معايا عبدالله أحمد عبدالله لخشيت إجراؤه ثم أذعنا الحديث وذاع صيتي”.

وأضاف إمام: “ظللت أغير اسم البرنامج كل عام، حيث إنه كان له الفضل الأكبر في سفري إلى معظم مهرجانات السينما في العالم، وهو عبارة عن سهرة كاملة عن السينما لمدة ساعة ونصف، وبدأت بالحديث عن أفلام السينما ثم استضافة كتاب السيناريو وهو ما ساهم في تكوين صداقات مع عدد كبير من النقاد والفنانين، وخلال تقديم البرنامج انضمت لي الفنانة إسعاد يونس وقدمت معها البرنامج لمدة عام ونصف”.

ولفت إمام عمر، إلى أن هناك فنانين غيرتهم الشهرة والأمول، مشددًا على وجود فارق كبير بين فناني الزمن القديم والحاليين.

وقال: “نجوم زمان يختلفون عن الآن، النجوم دلوقتي عايزين اخبط وأجري، الممثل بيعمل الفيلم ويأخذ أمواله دون النظر لرسالة أو أي شيء آخر، كما أن نجوم زمان قدموا استثمارات في السينما لكن الآن يتجهون لأعمال تجارية مثل افتتاح مقهى أو كافيتيريا”.

وأكد إمام أن الجانب العاطفي يؤثر كثيرًا على عمله الصحفي، مضيفًا: “صداقات الفنانين عبء على الصحفي”.